عبد الرحيم الريماوي، علاء المشهراوي (القدس، رام الله، غزة)

أكد الحراك الشعبي «بدنا نعيش» أن الإضراب الشامل والعصيان المدني سيتواصل اليوم الجمعة، حيث سيكون التجمع في الساحات العامة في العراء لأداء صلاة الجمعة، ودعا الحراك إلى مسيرات غضب اليوم الجمعة بعد الصلاة مباشرة. وقال في بيان له: «ثورتنا لم ولن تنتهي، فبهذه الثورة سقط الجرحى والأسرى، وتم اختطاف المئات من أبناء شعبنا بغزة». كما دعا الحراك الشعبي إلى توجّه أهالي المعتقلين والمطاردين والمصابين لأداء صلاة الجمعة أمام منزل إسماعيل هنية، غرب مدينة غزة، والمطالبة بالإفراج الفوري عن أبنائهم، ومحاسبة مَن أصدر قرارات السجن والتعذيب والمطاردة، وتقديم مَن تسبب بالإصابات لمحاكمات قانونية فورية، والتأكيد على التوقف عن ملاحقة المحتجين في القطاع. ودعا الحراك إلى المشاركة في فعالية التصفير وقرع الأواني من البيوت احتجاجاً فجر الجمعة لمدة نصف ساعة.
ووجّه الحراك التحية للفلسطينيين في الشتات، خاصة المخيمات الفلسطينية، داعياً إلى تنظيم وقفات احتجاجية أمام سفارات دولة فلسطين لرفض القمع والملاحقة التي يتعرض لها إخوانهم في الحراك الشبابي «بدنا نعيش» في غزة. في السياق، قال وزير الإعلام نبيل أبو ردينة، الخميس: «إن قطاع غزة يتعرض لهجمة بشعة من الاحتلال وحماس». جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المشرف العام على الإعلام الرسمي الوزير أحمد عساف، والناطق باسم الحكومة، وكيل وزارة الإعلام يوسف المحمود، ورئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين محمد اللحام، بمدينة رام الله. وأضاف أبو ردينة: «إن الاعتداءات على كوادر حركة فتح تؤكد أن شعبنا يتعرض لهجمة من إسرائيل وحماس، وكل ذلك لن يغير المشهد الوطني الفلسطيني، والمشروع الفلسطيني لن يسقط، ولن نسمح بإقامة دولة في غزة، ولن نقبل بدولة من دون غزة، وشعبنا ضحى عشرات السنين للحفاظ على المشروع الوطني للوصول إلى الحرية والاستقلال».
بدوره، قال الوزير عساف: «إن خروج أهالي قطاع غزة جاء لإفشال هذا المشروع الذي تنفذه حركة حماس وتغطية ما يجري أزعجها كثيراً، لذلك سجلت عشرات الاعتداءات على الطواقم الصحفية العاملة في قطاع غزة، لكن هذا لن يمنعنا من الاستمرار من القيام بواجبنا في قطاع غزة». من جانبه، قال المحمود: «إن استهداف «سلطة الانقلاب» للصحفيين والحقوقيين والناشطين، واعتداءاتها على أبناء شعبنا عمل تقوم به عصابات، ويشكل خروجاً على كل أعرافنا الوطنية والأخلاقية والدينية».
من ناحيته، قال رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين محمد اللحام: «إن ما يحدث من قبل ميليشيات «حماس» في قطاع غزة يرتقي لمستوى الجرائم، حيث تم رصد أكثر من 70 انتهاكاً علمنا بها»، مؤكداً وجود أضعاف هذا الرقم الذي لم نعرف به، والاتصالات مع من وقع بحقهم اعتداء يطالبون ألا يتم إدراج أسمائهم في تقارير نقابة الصحفيين، خوفاً من تعرضهم للاعتداءات مجدداً، وتابع: «لدينا شهادات عديدة مما يحدث، وأشكال الانتهاكات تتعدى بين الاعتقال والضرب ومصادرة المعدات واقتحام المنازل والتهديدات من قبل حركة حماس».
من جانب آخر، استباح عشرات المستوطنين، أمس الخميس، الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل للاحتفال بما يسمى عيد المساخر العبري «بوريم» من مداخل الحرم، وبمسيرة جابت شوارع البلدة القديمة وتل الرميدة، وأغلق الاحتلال على إثرها المنطقة بالحواجز العسكرية. وأكد شهود عيان في البلدة القديمة أن هؤلاء المستوطنين أقاموا احتفالاً بهذا العيد داخل الحرم الإبراهيمي في البلدة القديمة، وجابت مسيرتهم «بزي المساخر»، والأصوات الصاخبة منطقة تل الرميدة وشارع الشهداء وسط مدينة الخليل. وأغلق الاحتلال جميع المنافذ المؤدية لأماكن احتفالات، ومنع المواطنين الخروج من منازلهم، بذريعة تأمين مسيرتهم.
واقتحم مستوطنون شارع الشهداء باتجاه الحرم الإبراهيمي وسط الخليل، للاحتفال بعيد المساخر «بوريم». وظهر أحد المستوطنين، وهو يرتدي زي بعثة الوجود الدولي المؤقت في الخليل، تعبيراً عن فرحة المستوطنين بخروجهم من المدينة، واستهزاء بالبعثة الحقوقية الدولية. وذكر المهندس عيسى عمرو، مؤسس مبادرة مجموعات الحماية والمراقبة والتوثيق، أن جنود الاحتلال اقتحموا بكثافة شارع الشهداء وتل ارميدة وشارع السلهة وفي محيط الحرم الإبراهيمي، حيث تم إغلاق الحواجز ومنع المواطنين من الخروج من منازلهم. واضطرت المدارس لتقصير فترة الدراسة، حفاظاً على سلامة الطلاب، واعتدى الجنود على لجان الكفاح للحماية والمراقبة، محاولين منعهم من توثيق استفزازات المستوطنين. وأضاف عمرو أن مناطق تل الرميدة وشارع الشهداء ومحيط المسجد الابراهيمي تحولت لثكنات عسكرية لحماية احتفالات المستوطنين الذين يعتدون على المواطنين.
كما اقتحم 63 مستوطناً، أمس الخميس، باحات المسجد الأقصى خلال الجولة الصباحية وسط حراسة قوات الاحتلال. وأفادت مصادر فلسطينية بأن عناصر من الشرطة «الإسرائيلية» والقوات الخاصة المسلّحة، أمّنت الحماية لمجموعات من المستوطنين اليهود، الذين اقتحموا المسجد من «باب المغاربة». وأوضحت أن الشرطة سمحت لـ63 مستوطناً باقتحام الأقصى، والتجول في باحاته، وسط تلقيهم شروحات حول «الهيكل» المزعوم، كما سمحت لهم بالصلاة قرب «باب الرحمة». وأشارت إلى أن القوات المسلّحة رافقت مجموعات المستوطنين منذ لحظة اقتحامهم وحتى خروجهم من «باب السلسلة» الذي شهد غناء ورقصات تلمودية استفزازية للوافدين للأقصى. يُشار إلى أن الشرطة تسمح للمستوطنين بجولة اقتحام ثانية للمسجد الأقصى، تبدأ عقب الانتهاء من صلاة الظهر.